نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: قضية للمناقشة : شبابنا العربى .... إلى أين ؟ السبت مارس 06, 2010 5:16 pm | |
| هل تعلم
يستعمل اللون الأحمر في الإشارات ويستعمل للإنذار ولا يستعمل الأخضر أو الأصفر أو غيرهما، وذلك لأن للألوان المختلفة أمواجاً مختلفة في الطول … وطول أمواج اللون الأحمر أطول من بقية الألوان، فلذا يمكن رؤيته من مسافات بعيدة، ومن ثم يمكن التوقف وأخذ الحذر.
******** قررت هذا الأسبوع أن نفتح سويا ملف "الشباب العربى " فدعونا نسأل أنفسنا لنحاول ان نجيب بمنتهى الصدق فى
قضية للمناقشة
Case Of The Week
الى اين يسير شباب هذه الامة؟
ضقت ذرعاً بالأمس وأنا فى طريقى إلى عملى مثل كل يوم فى عربة السرفيس .. رأيت الناس كيف يتعاملون كل واحد ما عاد يملك صبراً على أخيه. الحوار أصبح بالقوة، يبدأ بقوة الصوت وخشونة الكلمات ثم السباب ثم بقوة اليد وحتى الباقين الذين شاهدوا الواقعة أو "الخناقة" إن شئنا الدقة، فكل يدلو برأيه وحسب ما تراءى فكره أن يتكلم ووجدت أكثرهم بعدوا عن أصل المشكلة وتفرعت المشاكل وزادت. أقرأ على صفحات الجرائد كثيراً من هذا الحديث كلٌ يشكك فى الآخر الذى كتبه والذى قاله اليوم ينكره غداً، والذى كان فى صفه بالأمس أصبح يهاجمه اليوم. نقرأ كثيراً من المشاكل التى لا يعرفون لها حلاً ويعرضونها وإن تحدث أحد عن الحل وجد من يتهمونه بكل أنواع الخيانات والموالاة وقد يصبح من أصحاب المصلحة . . أى مصلحة .. المهم لا حل حتى داخل النقابات وانتخابات الأندية مع أنه عمل تطوعى فى الأصل لخدمة الناس تجد المشاحنات والمهاترات وكل يخرج علينا بفضائح الآخر حتى ولو كانت مفبركة. أما فى برامج الإذاعة والتليفزيون، كل المحاورات والمناقشات أسلوب واحد إلا ما ندر، وكأن بينهم اتفاقاً حتى تاهت الحقيقة وأصبح كل شىء فى حد ذاته حقيقة ، ويكفي مايجرى بين المحامى الشهير مرتضى منصور والاعلامى اللامع واللاعب السابق احمد شوبير من فضائح جنسية واخلاقية واساليب اقل مايقال عنها انها غير لائقة فى الحوار وجر العلاقات الاسرية واسرار البيوت وفضحها على صفحات الجرائد والمجلات وصفحات الانترنت
فلم أعد اندهش من واقع غالبية شبابنا العربى اليوم الذى يسير فى هذه الحياة بلا منهج مدروس وبلا رؤى ثاقبة فى مستقبله وقد اصابتهم افات عديدة ، والسمه المميزة للبعض بل لغالبية شبابنا الان هى التخبط ومجارة الاهواء ومعظمهم اصبحت افكارهم فارغة وحتى الافكار التى يحملونها افكار سطحية مـن اللا مبالاه والانانية والبعد عن الله ونبذ القيم واحترام الذات وحتى احترام الناس ! واصبحوا مستودعات لاستقبال الافكار الهدامة سواء من الغرب او من الاصدقاء ، ولم تعد هناك طموحات لارسال افكارهم للشعوب ، واصبحوا عاجزين عن التغيير حتى فى انفسهم .
لذا يجب ان لانعول كثيرا على بعض شبابنا العربى اليوم لاننا اذا عولنا عليهم نكون قد عولنا على اوهام واحلام وسراب .
ولكن يجب علينا كأمة تنمو وتكبر ولها ماضيها وتاريخها ان نقف عند هذا الشباب وقفة ونراجع مسيرته بالتقييم والتقويم و بالتشجيع ودعم الايجابيات وتصحيح الاخطاء والسلبيات التى صاحبت مسيرتهم .
ويرجع ذلك الانحراف الذى لازم كثيرا من شبابنا اليوم الى عدم اهتمام المجتمعات العربية بهؤلا الشباب ، لذلك اصبحوا فريسة سهله فى ايدى افكار هدامة وامم معادية لهذه الامة ، وبضياع الشباب تكون قد ضاعت الامة فهم المستقبل .
فياترى ماهى الاسباب التى ادت الى انحراف شبابنا العربى عن قيمه وعاداته ومعتقداته؟
وما أسباب انجرفه الى افكار وقيم دخلية على هذه الامة؟ .
ومن هو المسئول عن تلك الانحرافات التى نراها اليوم ؟
هل هم الشباب ام المجتمعات العربية؟
أم التربية ؟أم الاصدقاء؟
ومن الذى يجب ان يحاسب اولا ؟ ( لا يمكن معالجة الجروح إلا بإخراج الصديد )
وفى رأيي هناك عدة عوامل منها:
الأسرة:
شبابنا العربي الحالي لم يتلق تربية تنمي فيه حس الانتماء والولاء ، و بناء الحضارة والابداع بل كانت تربيته غير مدروسة وتركت الاسرة دورها الاساسي وسعت الى اهداف اخرى فلم تكن لديه ام تحمل في وجدانها هاجس النهضة فهي فى الأصل لا تملك أبجدية تربية جيل للنهضة.
المجتمع:
شبابنا العربي في مجتمع يقيم الإنسان بما يمتلكه من مال و ليس بمقدار علمه فمالذي سيدفعه لنبذ حياة الكسل و النهوض لبناء مجتمعه؟
الأصدقاء:
كثيراًما يقال .. قل لي من صديقك أقل لك من أنت، وفي المعنى نفسه .. انظر من يختارك ويفضل الجلوس معك، واسأل نفسك لماذا اختارك؟! وستعرف من خلال الإجابة من أنت .
الوضع السياسي:
شبابنا العربي عاش الهزيمة بأعينه ، رآها على شاشة التلفزيون لحظة بلحظة فبينما سمع الجيل السابق عن نكسة عام 1967 سماعا.شاهد شبابنا اليوم أسوار بغداد تتهاوى أمامه بالتفصيل المؤلم وشاهد الاغتيالات و القتل في العراق و لبنان و فلسطين و أخيرا يشاهد اقتتال الأخوة في فلسطين، بل وقيام اسرائيل بضم الحرم الابراهيميى ومسجد بلال بن رباح لقائمة الاثار اليهودية فى القدس لذلك لن يستطيع أن يخطط لحلم قومي فقد كفر شبابنا بالعرب و العروبة واتخذ له قدوة من الغرب لا تعيش كل هذه المشاكل و الاحباطاتشبابنا العربي عاطل عن العمل فلدينا أعلى سوق بطالة في العالم و فرص العمل لا تكاد توازي أعداد الخريجين و المؤهلين للعمل فلذلك ما عليه سوى الاتجاه المعاكس ليسلكه وهو اتجاه يتناسب طردا مع تفاقم ازمة البطالة هذا فى رأيي سبب انهيارغالبية الشباب العربي
بالنسبة لي انا شخصيا ان هذا الجيل لا أمل منه و أراهن على أطفال اليوم علهم يحملون الجذوة و يضيئون الدرب.
إذن فإلى أين؟
الى اين يسير عالمنا العربى ؟؟
الى اين يسير الصراع العربى الصهيونى؟؟
الى اين نسير والى اين يسير شباب هذه الامة الى طريق النور ام الى طريق الظلام ؟؟
لست ادرى وهذا ما جعلنى اطرح هذا السؤال
فشبابنا أصبح طاقة مهدرة وثروة منهوبة
فحينما يفقد المرء هويته فهو يفقد ساعتها أهم عنصرا من عناصر منعته الشخصية وتبدو بوصلته مشوشة فلا اتجاه محدد له ولا رسالة لها معنى لحياته وهنا تتقاذفه الانواء و وتتجاذبه الاهواء، الشباب هم عماد الأمة وهم وقود محركات تنمية المجتمع، الأمة بحاجة اليهم كما هى بحاجة إلى رجالها لقيادتها وإلى شيوخها لحكمتهم، فبدون القوة لن تنطلق السفينة وبدون العزيمة لن تسير وبدون الحكمة ستصبح فى مهب الريح العاتية والأمواج المتلاحقة فإما أن تنكسر، وإما تنقلب لا قدر اللــه على من فيها.
اللـه سبحانه وتعالى هو الحق و هو العدل وهو الذى وهب كل بلد من بلدان الكون ما يكفى لاحتياجات من يعمرها من الثروة بميزانه وجعل من تباين انواع هذه الثروة ما يحث البشر على تبادل وتكامل المنفعة فيما بينهم تسخيرا لهذه الثروات المختلفة عملا بسننه و اوامره جل جلاله، ولكن الامر لا يسير للأسف وفق هذا الامر الربانى.
اليوم السواد الأعظم من شباب أمتنا فى عين العاصفة ولا حول له ولا قوة له فهل من سبيل ورأى رشيد، العاقل من وعى وأهتدى، أيها الاباء وأيتها الامهات لا تلوموا ابنائكم وبناتكم من الشباب والشابات، فما أكثر وما أكثر ما أهملنا وما فرطنا من حقوق لهم علينا، البعض من هذه الحقوق كان من تقصيرنا والبعض الآخر منها وهو الاكثر كان فوق طاقتنا، ارحموا شبابنا وأرشدوه فهو سائرا لا محالة إلى التيه، إن لم يكن البعض منه قد وصله فعلا، الشباب يشعر بالغربة الآن وسط أهلة وفى وطنه.
لعن اللـه الفساد و المفسدين وملعون الفقر وسؤال الحاجة فى كل زمان وبكل مكان
يقول المثل الدارج إذا جاعت البطون تاهت العقول
نعم جاعت البطون وتاهت العقول؛ ولهذا خرج الآباء وخرجت الامهات مهرولين فرادا وجماعات تائهين بحثا عن لقمة العيش ومازالوا على ما هم فيه فتركوا خلفهم بيوتا تستصرخهم القيم النبيلة والتربية الرشيدة والتعليم المنير وأهم من ذلك كله دفئ العائلة والقدوة التى يسترشد بها الابن أو البنت، كم من جيل من أجيالنا نما وترعرع ليس فقط محروما من ذلك بل هو لا يعيه ولا يدركه وقد يكون ناكرا له وبالتالى فاقد الشيء لا يعطيه، واللوم هنا لا محل له من الاعراب.
وكنتيجة لهذا الخواء الذى اصاب البيوت فعلى الأقل إن لم أكن مبالغا هناك ثلاثة أجيال والرابع الآن يلاحقهم مهرولا وقد وقع معظمهم فريسة للمتناقضات الأكثر تطرفا، فإما تدين فى غلو وإما لا تدين وإنكار وهم كثر، وإما أدبا جما وإما لا أدب ولا احترام وهم كثر، وإما علما و نبوغا وإما جهلا وغباء وهم كثر ….الخ.
الميزان مختل فإحدى كفتية تميل إلى أقصى درجات الارتقاء و ألاخرى تميل بشدة نحو الشائن من الفعل والبون يتسع بين الحسن و القبح وتكاد المساحة الوسطية الإنسانية النزعة بتنوعاتها المدهشة تتلاشى وهنا يبرز السؤال إلى أى من اجزاء الكوب يجب أن نوجه نظرنا ؟ إلى الجزء الأقل المملوء لنرعاه ونحافظ علية من أن ينسكب هو الآخر ؟ أم إلى الجزء الفارغ لنرشده ونعالجه بالملء ؟
فإلى اللقاء يوم الاثنين مع صفحة جديدة مع
ملف الشباب العربى إلى أين
وإلى أن نلتقى
لكم تحياتى
محاسب / طارق الجيزاوى
الاسكندرية فى السبت 06 مارس 2010
| |
|