نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: حقيقة خطف الجن لبنى آدم من وجهة نظر شرعية السبت يونيو 12, 2010 2:12 pm | |
| حَدِيثُ خُرَافَةَ
زعم ابن الكلبي ان خرافة كان رجلاً من عُذرة، اختطفته الجن فمكث فيهم دهراً ثم ردوه إلى الإنس، فكان يحدث الناس بما رأى فيهم من الأعاجيب، فكذبوه فقال الناس: "حديث خرافة " فصار مثلا .
وكانت الجن في السابق تخطف الإنس وتغيبه يقول ابْنَ مَسْعُودٍ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فَفَقَدْنَاهُ فَالْتَمَسْنَاهُ فِى الأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ فَقُلْنَا اسْتُطِيرَ أَوِ اغْتِيلَ قَالَ: فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا هُوَ جَاءٍ مِنْ قِبَلِ حِرَاءٍ قَالَ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْنَاكَ فَطَلَبْنَاكَ فَلَمْ نَجِدْكَ فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ. فَقَالَ « أَتَانِى دَاعِى الْجِنِّ فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ ». قَالَ فَانْطَلَقَ بِنَا فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ وَسَأَلُوهُ الزَّادَ فَقَالَ « لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِى أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا وَكُلُّ بَعَرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ ». فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « فَلاَ تَسْتَنْجُوا بِهِمَا فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إِخْوَانِكُمْ »."صحيح مسلم" ، ومعنى استطير أي طارت به الجن.
وروي أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ خَرَجَ يُصَلِّى مَعَ قَوْمِهِ الْعِشَاءَ فَفُقِدَ فَانْطَلَقَتِ امْرَأَتُهُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَصَّتْ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ فَسَأَلَ عَنْهُ عُمَرُ قَوْمَهُ فَقَالُوا : نَعَمْ خَرَجَ يُصَلِّى الْعِشَاءَ فَفُقِدَ فَأَمَرَهَا أَنْ تَرَبَّصَ أَرْبَعَ سِنِينَ فَلَمَّا مَضَتِ الأَرْبَعُ سِنِينَ أتته فقال انطلقي فاعتدي أربعة أشهر وعشرا ففعلت ثم أتته فقال أين ولي هذا الرجل فجاء وليه فقال طلقها ففعل فقال عمر انطلقي فتزوجي من شئت فتزوجت ، ثم جَاءَ زَوْجُهَا الأول يُخَاصِمُ فِى ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ عُمَرُ :يَغِيبُ أَحَدُكُمُ الزَّمَانَ الطَّوِيلَ لاَ يَعْلَمُ أَهْلُهُ حَيَاتَهُ. فَقَالَ لَهُ : إِنَّ لِى عُذْرًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.
قَالَ : وَمَا عُذْرُكَ؟ قَالَ خَرَجْتُ أُصَلِّى الْعِشَاءَ فَسَبَتْنِى الْجِنُّ فَلَبِثْتُ فِيهِمْ زَمَانًا طَوِيلاً فَغَزَاهُمْ جِنٌّ مُؤْمِنُونَ أَوْ قَالَ مُسْلِمُونَ شَكَّ الراوي فَقَاتَلُوهُمْ فَظَهَرُوا عَلَيْهِمْ فَسَبَوْا مِنْهُمْ سَبَايَا فَسَبَوْنِى فِيمَا سَبَوْا مِنْهُمْ فَقَالُوا نَرَاكَ رَجُلاً مُسْلِمًا وَلاَ يَحِلُّ لَنَا سَبْيَكَ فَخَيَّرُونِى بَيْنَ الْمُقَامِ وَبَيْنَ الَقُفُولِ إِلَى أَهْلِى فَاخْتَرْتُ الْقُفُولَ إِلَى أَهْلِى فَأَقْبَلُوا مَعِى أَمَّا بِاللَّيْلِ فَلَيْسَ يُحَدِّثُونِى وَأَمَّا بِالنَّهَارِ فَرِيح أَتْبَعُهَا . أما في زمانا هذا لم نسمع أن انسانا قد خطفته الجن ولله الحمد .
وعوام الناس يرون أن قول القائل: هذه خرافة، إنما معناه أنه حديث لا حقيقة له، وأنه من طرف الأخبار ومما يرتاح إليه ويستمتع به أهل المجالس ، وأنه أو معظمه لا أصل له.
ويقال اخترف فلان من بستانه هذه الثمرة، و هذه خرفة فلان، يشار به إلى شيء من الفاكهة ، ومنه سمي فصل الخريف من السنة خريفاً لأن جل الفواكه تخترف فيه.وفي الحديث "فُقَراءُ أُمتي يدخلون الجنة قبل أَغنيائهم بأَربعين خريفاً" المراد به أَربعين سنة لأَن الخريف لا يكون في السنة إلا مرَّة واحدة.
والمِخْرَفُ ما يجتنى فيه الثمر وفي الحديث أَنه أَخذ مِخْرَفاً فأَتَى عِذْقاً.
وجاء في الخبر: « عَائِدُ الْمَرِيضِ فِى مَخْرَفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ » إشارة إلى ما يرجى له من النعيم وثواب الملك الكريم.
وقولهم لكبير السن إذا تغير عقله : خرف، إما لأنه يتعلق بما تخيله له وساوسه فيظهر من لفظه ما ينبئ عن اختلاله ويعجب سامعوه منه بضحك من خروجه عن الاعتدال والصحة، ويأتي بألفاظ خارجة عن سنن الحكمة، وإما لأن سامعيه يطربون تعجباً بما يبديه ويستخرجون منه ما ينشطون ويرتاحون
جمعه ونقله لكم محاسب / طارق الجيزاوى | |
|