نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: قصة الفخ الهندى ودروس من حياة الجاسوس السبت يناير 08, 2011 2:59 pm | |
|
خلى عندك وعى وثقافة النت حتى لاتكون خائن دون ان تعرف
أعتقد أن أعداداً متزايدة من شبابنا قد أصبحوا يدركون الدروس التى يجب استخلاصها من تجربة تجنيد الشاب طارق عبدالرازق للعمل فى خدمة المخابرات الإسرائيلية، إننى أرى من الضرورى تركيز هذه الدروس أمام أبنائنا وتناقلها وتداولها بين جيل الآباء والأبناء بل بين الأصدقاء بقصد بناء حالة وعى وطنى وحس أمنى يقظ، الهدف هنا أن يتحول شباب مصر إلى دروع تحمى الوطن من أى محاولات اختراق سواء للتجسس على مصر أو القيام بأى أنشطة تخريبية فيها تنال من وحدتها الوطنية أو تماسك نسيجها الاجتماعى أو اقتصادها الوطنى. اسمحوا لى أن أضع على رأس هذه الدروس المستفادة من تجربة المتهم طارق درساً لا يتعلق فقط بأمن الوطن بل أيضاً بأمن المواطن الذى قد يتعرض لعملية احتكاك أو محاولة اتصال من جانب الموساد. لقد جرى الاتصال من جانب الموساد بالمتهم طارق فى عام ٢٠٠٧، حسبما ورد فى أقواله فى تحقيقات نيابة أمن الدولة، ولو أن هذا المواطن كان يتمتع باليقظة اللازمة لوجب عليه أن يبادر بالاتصال بالمخابرات المصرية فور اكتشافه أن الموقع الذى قام بمراسلته على الإنترنت هو موقع للموساد، ولو أن طارق توجه إلى السفارة المصرية فى بكين، حيث كان يقيم عام ٢٠٠٧، ليحيط المسؤولين فيها علماً بأنه قدم طلباً للتوظف على موقع يحمل اسماً عادياً لإحدى الجهات، وأن مسؤولى الموقع اتصلوا به تليفونياً، وأنه اكتشف أنهم من ضباط المخابرات الإسرائيلية لكان اليوم فى موقع البطل الوطنى وليس فى موقع المتهم بالتجسس. إن الدرس الواضح هنا يفيد بأن علينا أن نحتمى مبكراً بجهاز المخابرات المصرى فور اكتشافنا محاولة الاتصال من جانب الموساد أو غيره من أجهزة إسرائيل، فواجب المخابرات المصرية هو أن تحمى الوطن والمواطن، وأن تحتضن المواطن الذى يلجأ إليها، وأن توفر له السياج الواقعى ما دام هذا المواطن يتمتع بالبراءة، وحسن النية. إن قبول طارق التعامل مع جهاز الموساد منذ عام ٢٠٠٧ وقيامه بتنفيذ المهام التى كلف بها وتقاضيه الأجر لمدة ثلاث سنوات وهو خاضع، دون أن يعلم، للمراقبة والمتابعة المصرية- أمرا يعنى أنه قد أهدر الفرصة الذهبية للاحتماء المبكر بالمخابرات المصرية والتمتع بمركز المواطن الصالح اليقظ الذى يحمى نفسه من مواضع الشبهات ويحمى الأمن الوطنى فى الوقت نفسه. أرجو أن يكون هذا الدرس الواضح والبديهى محل اهتمام شبابنا، كما أرجو فى الوقت نفسه أن نيسر لهم سبل التواصل الميسر مع أجهزة مخابراتنا التى تمثل حصننا الوطنى فى الحرب والسلم على حد سواء، لنتيح لأبنائنا فرصة النصح المبكر والحماية الكاملة فى التوقيت المناسب. إذا انتقلنا إلى الدرس الثانى الذى يهم شبابنا، خصوصاً الذى يتعامل مع شبكة الإنترنت بكل قنوات الاتصال فيها فإن علينا أن نتمتع باليقظة عند التواصل مع المواقع التى تعرض فرصاً للعمل أو تعرض الصداقات أو الاتصال الاجتماعى، خاصة إذا أحاطها الغموض. إن تطبيق القاعدة القائلة بأن سوء الشك من حسن الفطن. أما الدرس الثالث فهو يفيد بأن الأعمال العدائية الإسرائيلية ضد مصر لم تنقطع مع توقيع معاهدة السلام، وأن هذه الأعمال سواء أخذت طابع التجسس أو التخريب أو إذكاء الفتن الداخلية إنما تستهدف الدولة العربية الأكبر والأهم، وبالتالى فإن علينا ألا نسقط فى وهم أن العداء الإسرائيلى لمصر قد انتهى أو أن نغفل عن مصادر التهديد الإسرائيلية ومخططاتها الظاهرة والخفية، على حد سواء. إن الدرس الرابع الذى يجب أن نتوقف عنده بكل اعتزاز هو ذلك التنسيق الحميم بين جهاز المخابرات العامة المصرى وشقيقه السورى الذى كشفت عنه قضية المتهم طارق، ذلك أن تعقب الجهاز المصرى لنشاط طارق قد أسفر عن قيامه بدور عنصر المراسلة بين ضباط الموساد وبين عميل سورى قام الموساد بتجنيده عندما كان مريضاً ويتلقى العلاج فى أحد مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس منذ خمسة عشر عاماً وهو العميد صالح الناجم، الضابط بالمخابرات العسكرية السورية. لقد أسفرت المتابعة المصرية عن اكتشاف أن هذا العميل السورى قد سلم الموساد بواسطة المتهم طارق ملفات عديدة حول المفاعل النووى السورى وحول التعاون الكورى السورى فى المجال النووى، وهى ملفات ساعدت الموساد فى تدمير المفاعل النووى السورى عام ٢٠٠٧ بواسطة السلاح الجوى الإسرائيلى. لقد قام المسؤولون فى المخابرات المصرية بإخطار أقرانهم فى المخابرات السورية بما توفر لديهم من معلومات عن نشاط العميد صالح، وقد طلب السوريون من أشقائهم المصريين عدم الإعلان عن قضية المتهم طارق إلى أن تقوم المخابرات السورية بتتبع نشاط العميل السورى وتحديد العناصر التى تتعاون معه وضبطه. إن الاستجابة المصرية للأشقاء السوريين بتنفيذ الطلب السورى تعنى خطأ كل من يتصور أن الخلاف فى وجهات النظر السياسية يمثل انكساراً للحمة العمل السورى المصرى المشترك فى المجالات الحيوية للأمن. إن الدرس الواضح هنا هو أن رفقة الخندق المصرية السورية ضاربة الجذور فى التاريخ التى عبرت عن نفسها فى حرب أكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣- هى رفقة أشقاء غير قابلة للانفصام مهما تباينت وجهات النظر والسياسات. أما الدرس الخامس فهو يؤكد أن أسطورة التفوق المخابراتى الإسرائيلى التى تم تدميرها بخطة الخداع الإستراتيجى المصرية السورية عام ١٩٧٣- هى مجرد خرافة تشيعها الأجهزة الإسرائيلية كجزء من الحرب النفسية. إن تساقط جواسيس إسرائيل منذ توقيع معاهدة السلام عام ١٩٧٩ فى أيدى المخابرات المصرية يعنى أن معاهدة السلام لم تفت فى عضد وسواعد رجال المخابرات المصريين. أما الدرس السادس فيشير إلى أن المخابرات الإسرائيلية يمكن أن تلجأ إلى استخدام مواطنى بعض الدول العربية للعمل فى دول عربية أخرى فى محاولة للتمويه وتجنب كشف عملائها، وهذا درس يجب أن ينبهنا إلى اليقظة الضرورية لدى تلقى أى طلبات مريبة أو مثيرة للشكوك من طرف أى شخص أياً كانت جنسيته، والتشاور على الفور مع جهاز المخابرات المصرى حول هذه الشكوك. إن سلامة مصر مسؤولية الجميع، وهى أمانة فى رقابنا جميعاً.
جمع ونقله لكم طارق الجيزاوى[/b] | |
|