مرض كرونز وما هي اسبابه وما هي طرق علاجه ؟
سمى كذلك نسبة الى العالم الأمريكى بوريل كرون أول من وصف المرض فى عام 1932
ظهرأعراض هذا المرض على هيئة الآم بالبطن متلازمة مع نوبات من الإسهال و أحيانا أرتفاع فى درجة الحرارة .
و مع تكرار النوبات و فقدان الشهية يحدث انخفاض فى وزن المريض .
وقد يشكو المريض من آلام بالمفاصل و التهابات بالجلد و العين و خاصة فى الأطفال وممكن أن يؤدى إلى ضيق بالأمعاء الدقيقة
الأطفال المصابين بهذا المرض يجب سرعة البدء بعلاجهم عند تشخيص المرض , حيث أن عدم العلاج يؤدى الى تأخر فى النمو و تأخر فى البلوغ و أيضا تأخر فى الأداء المدرسى مقارنة بالأطفال الآخرين إن نشاط المرض يحدث ندبات و ضيق بالأمعاء الدقيقة بعد انتهاء فترة النشاط و يمنع مرور الطعام خلال الأمعاء
دور الجهاز المناعى
إن الجهاز الهضمى يعمل كحائط بين البيئة المحيطة و جسم المريض , فهو يعمل على حمايته من العالم الخارجى و مؤثراته , لهذا نجد أن الجهاز المناعى الموجود بالجهاز الهضمى على أعلى مستوى من القوة و النظام .
و فى حالة مرض كرونز , نجد أن الخلايا المكونة للجهاز المناعى بالرغم من تزايد عددها غير كفء لمهمتها و أصابها الخلل بحيث تفرز مواد ممكن أن تؤذى جدار الأمعاء بدلا من أن تحميه . و هذا الخلل يمكن اصلاحه بالعقاقير التى يتناولها المريض
الجهاز العصبى و مرض كرونز
لقد وجد أن الخلل المناعى الموجود بمرض كرونز ممكن أيضا أن يصيب الدورة الدموية و الأوعية الدموية الدقيقة بحيث يحدث بها ضيق أو انسداد, و أول عضو ممكن أن يتأثر بذلك هو الجهاز العصبى المخ).
يضاف إلى ذلك أن المريض فى نشاط مرضه لا يستطيع امتصاص بعض الفيتامينات و أهمها فيتامين ب و مركباته اللازمة لنشاط الخلايا العصبية مما يؤثر على الأعصاب.
كما أن استخدام أقراص المترونيدازول مع مرضى كرونز خلال نوبات الإسهال يؤدى أيضا الى زيادة نقص فيتامين ب و بالتالى الى المزيد من التهاب الأعصاب .
الحالة النفسية للمرضى
أجمعت الدراسات الحديثة أن الجهاز العصبى يؤثر و يتأثر بالجهاز المناعى .
إن الجهاز العصبى المركزى ينظم إفراز الهرمونات جميعها , و هى بالتالى تؤثر على الجهاز المناعى و حالة المريض النفسية .
إذن فالحالة النفسية للمريض من أهم العوامل المؤثرة فى المرض سواء نشاطه أو سكونه , و يحدد ذلك كيفية استجابة المريض للحدث و على أساسه يتحدد سير المرض.
إن التفاعل بين الجهاز العصبى و الجهازالمناعى بالجسم يحدث خلال شبكة معقدة تتحكم فى إفراز الكيماويات و الهرمونات العصبية و المناعية فيتحدد فى النهاية سير المرض بالنشاط أو السكون . لهذا نجد أن تعرض المريض للاكتئاب أو الأحداث النفسية السيئة يزيد من طول فترة المرض و ينشطه, بينما التفاؤل و الهدوء النفسى يجعل المريض يعيش لمدة طويلة فى حالة سكون مرضى .
الكبد و المرارة والبنكرياس
يحدث ارتباك فى عمل الكبد و المرارة و القنوات المرارية نتيجة الخلل المناعى
فيحدث التهاب بجدار القنوات المرارية مما يودى إلى ضيق القنوات المرارية
و يعوق تدفق السائل المرارى كما يمكن تكوين حصوات بالمرارة .
أما البنكرياس , ففى حالات نادرة يؤدى الخلل المناعى الى حدوث الالتهاب به , وممكن أن يحدث ذلك أيضا نتيجة العقاقير التى يتم استخدامها مع المريض لفترة طويلة مثل سلفاسلازين و إميوران و المسلازين .
و لقد وجد أن زيادة إنزيمات البنكرياس مثل الأميليز ممكن أن يحدث مع نشاط المرض دون حدوث التهاب بالبنكرياس .
تأثر المفاصل بالمرض
غالبا ما نلاحظ آلام المفاصل فى مرضى كرونز و هذا ما يضع الطبيب فى حيرة حيث أن معظم مسكنات الآلام و منها الأسبرين و أدوية الروماتيزم تزيد من نشاط المرض .
و تعزو هذه الآلام الى تأثر المفاصل بالالتهابات الناتجة عن الخلل المناعى , حيث أن الالتهاب بجدار الأمعاء تجعلها تسرب بعض المواد الغريبة عن الجسم حيث أنها لا تستطيع منعها من الدخول لضعف الجدار .
و تظهر الآلام أكثر فى المفاصل الكبيرة للأرجل و الذراعين و أيضا فى فقرات الظهر .ولقد لوحظ أن هناك تزامن بين نشاط المرض و آلام المفاصل حيث أنها تتحسن بتحسن المرض و الاستجابة للعلاج .
العين
لوحظ إصابة العين مع مرض كرونز حيث نجد التهاب بالملتحمة و أيضا الشبكية , كما أن بياض العين يتأثر فيشعر المريض و كأن هناك جسم غريب بعينه والآم و حساسية عند التعرض للضوء و انخفاض فى حدة النظر . و العلاج باستخدام قطرة تحتوى على كورتيزون و بعلاج المرض نفسه فهو يعالج إصابة العين .
التغيرات الجلدية
تحدث بعض التغيرات فى الجلد و الغشاء المخاطى المبطن للفم فى حوالى 40% من المرضى فتظهر تقرحات مؤلمة داخل الفم .
أما الجلد فتظهر به التهابات و تقرحات و درنات تحت الجلد و ذلك نتيجة الخلل المناعى الذى يهاجم الجلد و الأوعية الدموية , و أيضا نقص الفيتامينات و المعادن نتيجة سوء امتصاصها , والإسهال يؤدى أيضا إلى التهاب اللسان و حدوث أنيميا . أما نقص الزنك فيزيد من نقص المناعة و يؤدى الى تأخر التآم الجروح و حدوث التهابات جلدية .
مرض كرونز و الكلى
حوالى واحد من كل عشرة مرضى يصاب بحصوات الكلى و ذلك نتيجة زيادة امتصاص حامض الأوكساليك و أيضا ترسب بعض المواد الجلاتينية (أميلويد) فى الكلى نتيجة الخلل المناعى الموجود بالجسم و الذى يؤدى الى إصابة الكلى و بالتالى تسرب جزيئات البروتين فى البول .
الجهاز التنفسى
إن الخلل المناعى ممكن أن يؤثر على الجهاز التنفسى و يقلل من قدرة الرئتين على أداء وظائفها بالكامل و ممكن أن يحدث التهاب مناعى بالرئتين .
خطورة حدوث السرطان
عندما يصيب مرض كرونز القولون هناك احتمال للإصابة بالسرطان عندما تزيد فترة المرض عن 10 سنوات ,لهذا يفضل متابعة المريض دوريا عندما تزيد فترة إصابة القولون عن 8 سنوات .
و يجب أن نعلم أن الاستمرار فى العلاج يقلل جدا من حدوث السرطان .
التغذية و مرض كرونز
يفضل عدم تناول الكيك و الأطعمة التى تحتوى على نسبة سكر عالية لأنها تزيد من نشاط المرض . و يفضل أيضا عدم تناول الأغذية التى تحدث كمية كبيرة من الغازات مثل الكرنب و القرنبيط .
نقص البروتينات: نتيجة خوف المريض من تناول الطعام لما يسببه من آلام وعدم الامتصاص السليم للغذاء نتيجة الالتهاب واستهلاك جزء كبير من البروتينات فى عملية الالتهاب و تسرب البروتين مع البول من خلال الكلى
نقص الحديد: نتيجة النزيف أو سوء امتصاص الحديد نتيجة التهاب الأمعاء
نقص الفيتامينات: شدة االتهاب تؤدى لعدم امتصاص الدهون و الفيتامينات الذائبة فيها مثل فيتامين أ , هـ , د, ك , و أيضا نتيجة سوء التغذية المصاحب للمرض و خصوصا فيتامين ب12
لمتصاص الماء و الأملاح: يحدث فقدان كمية كبيرة من السوائل والأملاح نتيجة الاسهال الشديد و منها الصوديوم و البوتاسيوم و الكالسيوم و الكلوريد و الزنك و السيلينيوم . ويفضل تناول محلول الجفاف حيث يحتوى على نسبة من الأملاح المفقودة و بخاصة النوع الذى تم إضافة الزنك إليه لما له من تأثير مضاد للإسهال و زيادة مقاومة الجسم .
العلا ج
السلازوبيرين: فى حالات آلام المفاصل
ميسلازين: حلت محل السلازوبيرين , وهو مهم فى علاج الإصابة الخفيفة والمتوسطة وخصوصا فى نهاية الأمعاء و بداية القولون , و يستخدم أيضا فى الوقاية من المرض وعدم تكرار نشاطه وهو موجود على هيئة أقراص أو لبوس أو حقنة شرجية .
إميوران: مهم جدا , وهو عقار مفيد على المدى الطويل , و يستخدم فى الحالات التى لا يؤثر بها الكورتيزون و التىحدث لها الأعراض الجانبية للكورتيزون , وهو يستخدم أيضا فى الوقاية من حدوث نشاط المرض .
البوديسونيد:هو نوع من الكورتيزون ليس له أعراض جانبية كثيرة مثل الكورتيزون , و يوجد على هيئة كبسولات أو حقنة شرجية
و هذه المادة تمتص من الأمعاء ويتحول فى 90% منها فى الكبد الى مادة خاملة غير مضرة .
و البوديسونيد مفعوله أقل من الكورتيزون , لهذا لا ينصح باستخدامها فى الحالات الشديدة أو فى الحالات التى يؤثر المرض على أكثر من عضو بالجسم أو فى حالة إصابة المرىء أو المعدة أو الإثنى عشر بالمرض حيث أن العقار ليس بالقوة للتاثير على هذه الامراض.
ريما كيد :
هو عقار يعالج الالتهابات و يحاول علاج الخلل المناعى الموجود. و يؤخذ عن طريق الوريد بإضافته لمحلول الملح , وهو يستخدم فى الحالات الشديدة الغير مستجيبة للعلاج التقليدى و حالات الناصور .
والأعراض الجانبية هى :
· حدوث حساسية من الدواء .
· ضعف مناعة الجسم بحيث تسمح بمهاجمة الميكروبات للجسم و بخاصة ميكروب الدرن
عافانا الله و اياكم و المسلمين من الأمراض ، غير متناسين أن نحمد الله الذي عافانا من هذا المرض وابتلائاته وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا