لا شك أننا تربينا في مجتمعات شرقية عاطفية تبالغ في معظم الأحيان في التعبير عن الحب والمودة بكثير من الطرق المبالغ فيها مثل، الأحضان والقبلات، ونعلم أن للقبلة دوراً مهماً في العلاقة الحميمية بين الزوجين، من حيث إفراز هرمون الحب المسمى "الأكسيتوسين"، وقد وصفها رسول الله وصفاً رائعاً، حين قال لأصحابه عن التمهيد للعلاقة الحميمة: "لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة وليكن بينهما رسول، وما الرسول؟ قال: القبلة والكلام".
ولكن القبلة فقدت معناها وقيمهتا عندما أصبحت عادة تلقائية، تطبع على الخدود دون أى دلالة، ومع كم القبلات دون أى نوع من الوحشة أو الحب، يحدث نفس الأمر مع الأطفال الصغار، الذين يحلو للبعض أن يقبلهم من أفواههم كنوع من التعبير عن شدة الحب والتعلق، ولكن في ظل ما نمر به من انتشار العديد من الأوبئة.
هناك أمراض كثيرة يمكن أن تنتقل عن طريق القبلة، وهى الأمراض التي تنتقل عن طريق الرذاذ والملامسة، وذلك إذا كان الميكروب المسبب للعدوى موجوداً في الغشاء المخاطي للفم أو الحنجرة أو الشفتين، حيث ينتقل من الشخص المصاب إلى الشخص السليم، وبالعكس فإذا كان المرض موجوداً في جلد مكان التقبيل, مثل الوجه والجبهة والفم والخدين واليدين فإنه ينتقل من الجلد إلى الشفتين.
وهناك مجموعة من الأمراض الجلدية غير المعدية تنتقل عن طريق القبلة، من أهمها حساسية الجلد من المواد الكيماوية التي تستعمل في روج الشفاة ومستحضرات التجميل، كما أكد الدكتور عبد الهادي مصباح من كتابه "المناعة في مواجهة وباء الإنفلونزا" الصادر عن "المصرية اللبنانية"، وأغلب الأمراض التي تنتقل عن طريق الفم، أو من خلال الرذاذ والنفس، أو الملامسة، من أهمها:
- أمراض الجهاز التنفسي
بشكل عام سواء الفيروسية منها أو البكتيرية أو الفطرية، وأهم تلك الأمراض والفيروسات هو فيروس البرد، وفيروس الإنفلونزا الشهير، الذي ينتقل عن طريق رذاذ اللعاب، مثل فيروس "إتش 1إن1" أو ما يسمى بأنفلونزا الخنازير، حيث ينتقل عن طريق رذاذ اللعاب المنتشر في الهواء أثناء التنفس أو السعال أو العطس، وأيضاً عن طريق الملامسة لأسطح ملوثة بهذا الرذاذ، وأيضاً مرض السل الشهير، وكذلك أمراض سارس، والحمى الشوكية، والجديري المائي، والحزام الناري، والحصبة الألماني، والتهاب الغدة النكفية، والالتهاب الرئوي البكتيري.
- مرض الهربس
ويصيب الكبار والصغار، وهناك نوعان من الفيروس الناقل للمرض، النوع الأول، هو الذي ينتقل عن طريق الفم، خاصة الملامسة المباشرة مثل التقبيل: وتكمن المشكلة في أن هذا الفيروس بعد إصابته للجسم يستوطن في العقد العصبية لأعصاب منطقة الفم والوجه، ونتيجة لضغوط معينة يعاود الظهور مرات عديدة بعد الإصابة الأولى، ليصيب الغشاء المخاطي للفم والجلد في منطقة الوجه، وأثناء الفترة النشطة للمرض، وذلك عندما تنخفض المناعة، أو بعد نزلات البرد أو الأنفلونزا، حيث ينتشر الفيروس في إفراز اللعاب والمخاط وفي أماكن الإصابة، مما يؤدي إلى انتشار المرض من خلال التقبيل.
- فيروس "كوكساكي"
هنك نوع آخر من الفيروسات يسمى "كوكساكي" يسبب تقرحات في الفم أيضاً، وتنتقل العدوي من خلاله، ويؤدي إلى نشوء تقرحات في اليدين والقدمين، إضافة إلى أنسخة الفم.
- فيروس "إبشتاين بار فيروس"
وهو ينتقل عن طريق العدوى بالفم والنفس، ويسبب مرضاً يسمى بمرض "القبل" ويمكن أن يؤثر على مناعة الإنسان فيصيبه بمتلازمة "التعب المزمن".
- الأمراض البكتيرية
مثل الدمامل إذا كانت الميكروبات المسببة للدمامل موجودة على الجلد أوالشفتين.
- الفطريات
مثل المونيليا التي تصيب ثنايا الجلد والأغشية المخاطية وزوايا الفم.