نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: الامريكية امينة السلمى شخصية تحولت من المعمدانية الغربية للاسلامية الحنيفية الأربعاء ديسمبر 01, 2010 11:59 am | |
| قصة إسلام الامريكية: أمينة السلمى
رئيس المنظمة العالمية للمرأة المسلمة
لقد بدأت رحلتي الى الاسلام بسبب خطأ حاسوبي
ترجمة: أنور عبد الله
"انا مسرورة جدا لكوني مسلمة. ان الاسلام هو حياتي ودقات قلبي .انه الدم الذي يجري في عروقي، انه مصدر قوتي، انه اجمل واروع شيء في حياتي. فبدونه فانا لا اساوي شيئا. ولو أشاح الله بوجهه الكريم عني لما كتب لي النجاة ابدا."
لقد كانت فتاة معمدانية من جنوب الولايات المتحدة الامريكية، متطرفة في أفكارها المناصرة للمرأة، ومذيعة صحفية وتتمتع بقدرات عقلية متميزة، تفوقت في دراستها وحصلت على البعثات الدراسية، وادارت اعمالها بنفسها، نافست المحترفين وحصلت على الجوائز، وحققت كل هذه الانجازات وهي لا تزال طالبة في الكلية، ثم وفي احد الايام وبسبب خطأ حاسوبي قدر لها ان تتولى مهمة انيطت بها لكونها نصرانية مخلصة تمخضت عن تغير مخالف تماما لما كان مخططا له غير من مجرى حياتها بالكامل.
لقد كان ذلك في عام 1975 عندما ادخل الحاسوب لأول مرة في الكليات وتم تسجيلها في احدى المواد في الكلية التي كانت تدرس فيها، حيث كانت تنهمك في الدراسة للحصول على الدرجة العلمية في اوقات راحتها خارج العمل، سجلت مسبقا في احدى المواد وذهبت الى مدينة اوكلاهوما للتفرغ لبعض شؤون عملها واضطرت الى التأخر لفترة اسبوعين عن موعد الإياب للالتحاق بمقعد الدراسة في الكلية، لم يكن استدراك ما فات من العمل يعني اية مشكلة لها، لكنها تفاجأت عندما علمت بأته تم تسجيلها في مادة المسرح وذلك نتيجة لخطأ حاسوبي، حيث كان على الطلاب اداء الادوار امام الآخرين. لقد كانت خجولة ونعتتها تقاريرها الاكاديمية بالصمت الشديد، ووجت نفسها الآن مضطرة للوقوف امام الطلاب وهذا بحد ذاته سبب لها الهلع والخوف، ولم يكن باستطاعتها سحب المادة لأن ذلك جاء متأخرا جدا. لم تحبذ فكرة الاستنكاف عن المادة لأن هذا يعني حصولها على علامة متدنية وبالتالي حرمانها من المنحة التي كانت تنتطرها والتي سوف تغطي تكاليف دراستها.
أخذت بنصيحة زوجها وقامت بمراجعة المدرس لعلها تقنعه بأن تقوم بدور بديل كتحضير الازياء للذين يؤدون الادوار...الخ .
أكد لها المدرس بأنه سوف يحاول القيام بمساعدتها قدر استطاعته، وعندما ذهبت الى المحاضرة صدمت لما رأته، لقد كان الصف مزدحما ب (الكمل جوكيز) - عبارة سخرية واستهزاء للعرب - وقد كان هذا مبررا كافيا لمزيد من النفور. رجعت الى بيتها وهي عازمة على عدم حضور ذلك الصف من الآن فصاعدا ولم تكن فكرة الجلوس بين العرب واردة في مخيلتها مطلقا. " من المحال ان اذهب للجلوس في غرفة مليئة بالوثنيين القذرين " .
كان زوجها هادئا بطبيعته، فقد ذكرها بالمقولة التي كانت ترددها دائما بأن الله جعل لكل شيء سببا وأن عليها التفكير مليا في قرارها في ا لاستنكاف عن تلك المادة وخصوصا ان ا ستنكافها يعني المجازفة بالمنحة التي ستمنح لها لتغطية تكاليف الدراسة. أغلقت على نفسها الابواب ومكثت مدة يومين للتفكير بهذا الموضوع، وعندما خرجت من عزلتها قررت ا لاستمرار في الانضمام الى ذلك الصف بدافع الشعور بأن الله قد قدر لها ان تتولى مهمة تحويل اولئك العرب الى الديانة النصرانية .
وهكذا وجدت نفسها مكلفة بمهمة عليها انجازها . سوف تقوم بالحديث عن الديانة النصرانية مع زملائها العرب
" بدأت أشرح لهم كيف انهم سوف يحترقون بنيران جهنم للأبد اذا لم يقبلوا بالمسيح كمخلص لهم. لقد كانوا يستمعون لكلامي بأدب لكنهم لم يتأثروا بكلامي ولم يغيروا ديانتهم .... بعدها شرعت احدثهم عن مدى حب المسيح لهم وكيف مات على الصليب لينقذهم من خطاياهم. لقد كان كل ما عليهم فعله هو ان يؤمنوا بذلك في قلوبهم. " .
مع ذلك لم يعتنقوا النصرانية وقررت ان تفعل شيئا آخر:
" قررت ان أقرأ لهم من نفس كتابهم لأقنعهم بأن الاسلام هو دين زائف وان محمدا كان الها زائفا ايضا."
قام احد ا لتلاميذ وبناء على طلبها بتسليمها نسخة من القرآن الكريم وكتاب آخر يتحدث عن الاسلام، بدأت بحثها بهذين الكتابين حيث تطلب الاستمرار في ذلك فترة سنة ونصف سنة قادمة. قامت بقراءة القرآن كاملا وثمة خمسة عشر كتابا عن الاسلام (صحيح مسلم)، وأعادت الكرة في قراءة القرآن للمرة الثانية، وخلال بحثها كانت تقوم بتدوين الملاحظات التي ترى انها داحضة لمصداقية القرآن الكريم والتي سوف تستطيع من خلالها إقامة الدليل على زيف الدين الاسلامي. مع ذلك فقد وجدت وبدون وعي منها بأن تغيرا ما قد بدأ يتسلل الى اعماقها، ولم يكن ذلك غائبا عن انتباه زوجها:
" لقد كنت اتغير في بعض السمات لكنها كانت كافية لإقلاقه. لقد اعتدنا الذهاب الى الحانة يومي الجمعة والسبت او الى الحفلة، ولم أعد ارغب في الذهاب اليها، لقد اصبحت اكثر هدوئا وأقل انسجاما"
لقد توقفت عن شرب الخمر وأكل لحم الخنزير وما كان من زوجها الا ان اشتبه بوقوعها في علاقة غرامية مع رجل آخر لأنه
" تغير المرأة ما كان يعزى الا الى رجل " أخيرا طلب منها الرحيل ولم تلبث ان وجدت نفسها تعيش مع طفليها في شقة مستقلة.
" عندما بدأت في دراسة الاسلام لم اتوقع انني سوف اجد شيئا جديدا كنت ابتغيه او احتاجه في حياتي الشخصية. لم يدر في خلدي ان الاسلام سوف يغير من حياتي، ولم يكن في استطاعة أي انسان ان يقنعني بأن الاسلام سوف يجعلني في نهاية المطاف اشعر بالأمان وأنه سوف يملآ جوارحي بالحب والفرح بسبب اعتناقي له "
خلال تلك الاثناء، استمرت في البحث والتنقيب، وعلى الرغم من انها كانت تتغير شيئا فشيئا وبشكل دقيق في داخلها الا انها ظلت مخلصة لنصرانيتها. ثم وفي احد الايام سمعت قرعا على بابها، لقد كان رجلا يلبس رداء المسلمين التقليدي والذي لم يسبق لها ان رأته من قبل حيث وصفته بأنه:
"رجل بلباس نوم ابيض طويل، وعلى رأسه قطعة قماش طاولة مقلمة بخطوط على شكل مربعات باللونين الابيض والاحمر"
كان اسمه الشيخ عبد العزيز وبصحبته ثلاثة اشخاص بلباس مماثل للباسه، لقد كان مجيئهم الى بيتها وهم يرتدون قمصان النوم والبيجامات مؤذيا لمشاعرها ناهيك عن الصدمة التي ألمت بها عندما بادرها بالكلام قائلا بأنه علم بأنها كانت تنتظر حدث اعتناقها الاسلام، حيث أجابته بأنها نصرانية وليس لديها اية خطة للتحول الى الاسلام، وبالرغم من كل هذا فقد طلبت منهم الاجابة الى بعض الاسئلة اذا كان وقتهم يسمح بذلك.
الآن وبعد ان لبوا دعوتها بالدخول الى المنزل لم تجد بداً من اثارة الاسئلة والاعتراضات التي كانت تجول في خاطرها، والتي قامت بتدوينها اثناء اجراء بحثها:
"لن انسى اسمه مطلقا"
هذا ما قالته لاحقا بعد ان اثبت لها مدى الصبر والخلق الرفيع الذي كان يتحلى به:
" لقد كان صبورا جدا وناقش معي كل سؤال كنت اوجهه له ولم يجعلني اشعر بالسخف او الحماقة بسبب أي سؤال وجه له استمع عبد العزيز لكل سؤال واعتراض وجه له وقام بالاجابة عليها ضمن السياق المناسب ....لقد شرح لي بأن الله طلب منا ان ننشد العلم وان السؤال هو السبيل الذي يؤدي الى نيله، لقد بدا لي عند انتقالنا من موضوع الى آخر وكأنني اراقب بتلات زهرة تتفتح بتلة بعد اخرى، حتى تصل الى كامل بهجتها ورونقها. كلما كنت ابدي اعتراضي وعدم موافقتي على بعض الامور مع بيان السبب، كان رده دائما بأنني على صواب حتى يصل النقاش الى نقطة تحول فيبدأ في البيان والتوضيح ثم يرشدني الى النظر الى المسألة بشكل اعمق ومن زوايا مختلفة للوصول الى فهم وتصور شامل." .
لم يمض وقت طويل على بدء الرضوخ والاستسلام العلني لما كانت قد رضخت له اصلا في سرها خلال السنة ونصف السنة الاخيرة. ففي نفس ذلك اليوم قامت هذه المعمدانية الجنوبية باعلان شهادتها امام الشيخ عبد العزيز واصحابه: "اشهد ان لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله."
لقد كان ذلك في الحادي والعشرين من شهر ايار عام 1977.
" اعتنقت الاسلام قبل 24 عاما وقد اثار ذلك دهشة معظم افراد عائلتي. لقد كان رد الفعل لديهم قاسيا جدا الى حد ان احدهم حاول فعلا قتلي.. ومع ذلك فانه بسبب تطبيقي للاسلام في حياتي والعيش معه، قد اصبح معظم افراد عائلتي الآن مسلمين." .
لذلك فان اعتناق الاسلام او اية ديانة اخرى ليس امرا سهلا ممكن القيام به في معظم الاحيان الا من قبل بعض الاشخاص المحظوظين. فالمسلم الجديد عادة ما يواجه العواقب لاحقا. ان المعتنق قد يجد نفسه في عزلة بسبب ابتعاد عائلته واصدقائه عنه هذا إن لم تمارس عليه ضغوظات اخرى للارتداد عن الدين الجديد واعتناق دين العائلة، وأحيانا قد يواجه المعتنق بعض الظروف الاقتصادية الصعبة كاولئك الذين يطلب منهم الرحيل من المنزل بسبب اعتناق الاسلام.. بعض المعتنقين للاسلام يعتبرون محظوظين اذا استمر احترام العائلة والاصدقاء لهم لكن غالبيتهم لا بد ان يواجهوا الشدائد وقد تكون يسيرة او قاسية خلال السنين الاولى بعد اعتناق الاسلام.
لكن المشقة التي كان على امينة السلمي ان تتكبدها والتضحية التي كان عليها ان تقدمها من اجل قناعتها وايمانها نادرا ما يسمع المرء بمثلها.
فالقلة من الناس من يستطيع التوكل والاعتماد على الله في مثل هذه الظروف كما فعلت هذه المرأة، لقد وقفت بثبات وواجهت التحديات وقدمت التضحيات مع ذلك فقد حافظت على رباطة جأشها ومواقفها الايجابية وظلت تؤثر فيمن حولها وتعكس لهم جمالية ما وجدته وآمنت به .
لقد خسرت معظم اصدقائها، لأنها "لم تعد تستهوي احدا بعد الآن".
لم تتقبل امها فكرة اسلامها وتمنت ان تكون نزوة عابرة سرعان ما تتغلب عليها . حتى ان اختها الخبيرة في الصحة العقلية ظنت انها فقدت عقلها، وقد حاولت وضعها في مؤسسة الامراض العقلية، اما والدها فقد كان معروفا بهدوئه واتزانه وكان الناس يأتون اليه لأخذ النصيحة وكان يسري عنهم في شدائدهم .ولما تناهى اليه خبر اسلام ابنته قام بتعبئة مسدسه بالذخيرة عازما على قتلها "انه من الافضل ان تكون في عداد الاموات بدل من معاناتها في قعر .جهنم ". كما جاء على لسانه .
بعد وقت قريب بدأت في لبس الحجاب، ففي اليوم الذي ارتدته فيه حرمت من عملها، واصبحت الآن دون عائلة او اصدقاء اومصدر رزق لتأمين لقمة العيش .اما التضحية الكبرى التي كان عليها ان تقدمها فلم يكن قد آن اوانها بعد .
لقد كانت تربطها مع زوجها علاقة حب متينة وكانت السعادة تغمر حياتهما الزوجية. لكنها ما ان بدأت في دراسة الاسلام وجدت الشكوك والوساوس طريقا الى قلب زوجها وتبدلت احوالهما نتيجة لسوء الفهم للتغيرات التي طرأت على سلوكها والتي بدت واضحة للعيان فلقد اصبحت اكثر هدوئا وتوقفت عن ارتياد الحانات وكان هذا التغير مبررا كافيا لزوجها لاتهامها باقامة علاقة مشبوهة مع رجل آخر. لم تفلح في محاولاتها لاقناعه وتفسير ما كان يحصل معها. "لم يكن امامي اي سبيل لأوضح له سبب التغير الذي ألم بي لأنني انا شخصيا لم .أكن اعلم كنهه. " واخيرا طلب منها الرحيل وبدأت تعيش لوحدها
فبعد ان تقبلت الاسلام علانية، اخذت الامور تتجه الى منحى اسوأ من ذي قبل حيث لم يكن هناك مفر من الطلاق، لقد حصل هذا في الوقت الذي كان فيه الناس اقل معرفة وفهما لحقيقه وجوهر الاسلام. لقد رزقت من زوجها بطفلين احبتهما بكل جوارحهها فمع ان العدالة تقتضي ان تقوم الام المطلقة بحضانة اطفالها كونها هي الاقدر على توفير الحب والرعاية لهما الا ان القضاء الامريكي حرمها من حضانة طفليها لا لذنب اقترفته ولكن لاعتناقها الاسلام، الامر الذي شكل خرقا للعدل والقانون الامريكي، فقبل ان يصدر القاضي حكمه وضع امامها خيارا قاسيا جدا، فاما التخلي عن الاسلام وبالتالي الحكم لها بحضانة طفليها واما البقاء على الاسلام. وحرمانها من حضانتهما. وتم منحها عشرون دقيقة فقط لاتخاذ ذلك القرار المصيري.
لقد احبت اطفالها حبا لا يوصف، وربما كان اسوأ كابوس تمر فيه الام، ان يطلب منها هجر اولادها طواعية ليس ليوم واحد او شهر او سنة بل للأبد، ومن جانب آخر كيف لها ان تعيش مع طفليها كالمنافقة وهي تخفي حقيقة اسلامها عنهما "لقد كانت تلك العشرين دقيقة الاقوى والاشد ايلاما في حياتي." ذلك ما صرحت به في احدى المقابلات
لو كنا آباء او امهات خصوصا اذا كان لنا اطفالا صغارا فتخيلوا مدى العذاب والالم الذي يجب ان تكتوي بناره هذه الام في كل دقيقة تمر من تلك الدقائق العشرون. ان مما زاد في المها وحزنها ما ورد في تقارير الاطباء من استحالة حملها مرة اخرى نتيجة لبعض المشاكل الصحية. "لقد دعوت الله دعوة لم يسبق لي ان دعوتها من قبل... لقد علمت بأنه لن يكون هناك ملاذ لأولادي خير من كنف الله ورعايته، واذا ما انكرت الله فلن يكون امامي سبيل مستقبلا لأن أظهر لأولادي مدى التجليات والاحوال العجيبة التي عشتها مع الله."
قررت ان تختار الاسلام، وتم اخذ طفليها بعيدا عنها - طفل وطفلة - ليعيشا في حضانة والدهما. فبالنسبة لأي أم هل هناك تضحية اعظم من هذه التضحية، التضحية ليس من اجل عرض مادي دنيوي ولكن التضحية من اجل الايمان والعقيدة
" تركت المحكمة وانا على يقين بأن حياتي سوف تكون صعبة ومريرة دون اولادي، لقد ادمى ذلك قلبي، ومع ذلك فانني علمت في قرارة نفسي بأنني قد فعلت ما هو الاصوب. " لقد كانت تجد العزاء والسلوى في اعظم آية في القرأن الكريم الا وهي آية الكرسي:
"الله لا اله الا هو الحي القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده الا بإذنه، يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السموات والارض، ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم ." .
"إن هذا الحجاب الذي ارتديه يعلن للناس صراحة أنني لست امرأة يمكن المساس بها، انه المظهر الذي يخفي وراءه حقيقة مؤداها ان المرأة انسان له كيان وفكر وعقل وليست مجرد جسد فقط، ولا يمكن بحال من الاحوال ان يقرن هذا الحجاب بالاضطهاد، ولسنا نحن المحجبات بحاجة الى التباكي والشعور بالاسى والحزن علينا." .
قال الله تعالى:"ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل ا لذين خلوا من قبلكم، مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنو معه متى نصر الله، ألا إن نصر الله قريب." سورة البقرة آية 214
ربما كان هواء كولورادو ارق من ان يحمل العدل في ثناياه، او ربما كانت هناك خطة أعظم وضعها الله تعالى لتصريف الامور. لم تستكن امينة السلمي ودافعت عن نفسها في الحرب المعلنة ضدها حيث انها اوصلت قضيتها الى الاعلام. وعلى الرغم من انها لم تنجح في كسب حضانة اطفالها، لكن طرأ هناك تعديل في القانون المطبق في كولورادو ينص على ان لا يجوز للمرء ان يحرم من. حضانة الطفل على اساس ديانته.
فعلا لقد كانت عناية الله ورعايته تكلؤها وبدا الامر وكأن الله اقد اختارها ليخصها بعطائه بأن جعلها محط اعجاب ومحبة الناس ومنحها شرف نشر نور الاسلام بين الناس، فاينما ذهبت وحلت كان الناس يتأثرون بكلماتها العذبة وبأخلاقها الاسلامية السمحة مما دفع الكثير منهم الى الدخول في الاسلام.
اصبحت امينة بعد قبولها للاسلام انسانة اخرى تتمتع بشخصية فريدة، الى حد ان افراد عائلتها وأقربائها والناس من حولها بدأوا يعجبون بأخلاقها وذلك الايمان الذي أحدث ذلك التغير في كيانها. فعلى الرغم من ردة الفعل الاولى لأفراد عائلتها الا انها لم تقطع صلتها بهم واستمرت في التواصل معهم وكانت تخاطبهم بكل احترام وتواضع تطبيقا لما أمر الله به المسلمين في القرآن الكريم، كانت ترسل البطاقات لوالديها في مناسبات مختلفة، لكنها كانت تقتبس آية من القرأن او بحديث وتزين كل بطاقة بها، دون ذكر مصدر هذه الكلمات الجميلة التي تزخر بالحكمة، سرعان ما بدأ تأثيرها الايجابي يأخذ دورا كبيرا بين افراد عائلتها.
كانت جدتها اول فرد من اقربائها يدخل في الاسلام، لقد تجاوز عمرها المائة عام. وبعد دخولها للاسلام بفترة قصيرة توفاها الله "في اليوم الذي اعلنت فيه الشهادة محى الله باسلامها كل ذنوبها وأبقى اعمالها الخيرة. لقد توفيت بوقت قريب بعد قبولها للاسلام مما يجعل صحيفة اعمالها مثقلة بالحسنات ان شاء الله. لقد غمرني هذا بالسعادة." الثاني دخولا للاسلام كان اباها والذي عقد العزم على قتلها بعد اسلامها. وبهذا فقد جسد قصة عمر بن الخطاب. لقد كان عمر رضي الله عنه صحابيا وقد اضطهد المسلمين الاوائل قبل اسلامه، فعند سماعه باسلام اخته خرج ذات يوم مشرعا سيفه لقتلها لكنه بعد سماعه لبعض آيات القرأن الكريم انشرح صدره. للاسلام وأدرك انه الحق وانطلق من فوره الى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم واعلن شهادته.
بعد عامين من اسلام امينة السلمي، دعتها امها وعبرت لها عن اعجابها بما آمنت به وتمنت لها الاستمرار في التمسك به. بعد ذلك بعامين دعتها مرة اخرى وسألتها عما يتوجب على المرء فعله اذا اراد ان يدخل الاسلام. اجابت امينة بأن عليه ان يؤمن بأنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. وردت الام قائلة: " ليس ذلك بخاف حتى على الانسان الغبي، ولكن ما الذي يتوجب علي فعله؟" اجابتها امينة بأنه لو كان ذلك هو ما تؤمن به فهي مسلمة حقا، اجابت امها قائلة: " حسنا لكن دعينا نحاول ان نبقي الامر سرا لبعض الوقت ولا نحدث عنه والدك." .
لم تكن تعلم بأن زوجها (زوج ام امينة السلمي) قد اعتنق الاسلام قبلها باسبوعين فقط. وهكذا عاش الاثنان مسلمين لسنوات دون ان يعلم احدهما باسلام الآخر. اما شقيقتها التي حاولت ان تضعها في مصح عقلي اعتنقت الاسلام ايضا. حتما انها ادركت بأن دخول الاسلام هو الانفع لصحة العقل والبدن وأصوب عمل يقوم به المرء. بعد ان بلغ ابنها (ويتني) الحادية والعشرين من عمره دعاها وأبلغها بأنه يريد ان يصبح مسلما.
بعد ستة عشر عاما من الطلاق، اعتنق زوجها السابق الاسلام. لقد قال لها بأنه كان يتابع اخبارها خلال تلك الفترة وأنه يريد لابنته ان تحذو حذو امها وان تعتنق هذا الدين العظيم. جاء اليها معتذرا عما بدر منه، لقد كان انسانا لطيفا وقد صفحت عنه امينة منذ فترة طويلة.
لعل المكافأة الكبرى كانت تلك التي لمّا تأت بعد. لقد تزوجت امينة السلمي فيما بعد من رجل آخر، وقد من الله عليها بفضله وكرمه ورزقها بطفل جميل على الرغم من قرار الاطباء باستحالة الانجاب. فمن ذا الذي يستطيع ان يقف حائلا بين الانسان وبين عطاء الله لقد كانت بحق نعمة جليلة من الله، وعرفانا منها بهذا العطاء اختارت لابنها اسم "بركة" .
"سرعان ما بدأت ادرك قيمة النعمة التي انعمها الله علي، لقد تعلمت مدى اهمية مشاركة الناس لي بالتعرف على حقيقة الاسلام، لم يعد مهما بالنسبة لي رأي الناس، مسلمين او غيرهم، فيما اذا كانوا متفقين معي او معارضين لي او حتى مدى اعجابهم بي، القبول والاستحسان الذي كنت ابتغيه فقط هو من الله تعالى، مع ذلك لقد بدأت اكتشف بأنني احظى بمحبة كثير من الناس دون سبب يذكر، ولقد ابتهجت كثيرا عندما تذكرت من بعض قراءاتي ان الله اذا احب انسانا فإنه يحمل الناس على محبة هذا الانسان، مع انني لا استحق كل هذا الحب، ذاك يعني انها هبة اخرى من الله تعالى.
شاهد احدى محاضرات السيدة: امينة السلمى
[photo] ان التضحية التي قدمتها امينة السلمي في سبيل الله هي بحق من اعظم التضحيات، ولأن الجزاء هو من جنس العمل فقد استحقت رحمة الله تعالى بأن من عليها بعظيم نعمه، لقد تخلت عنها عائلتها بعد اسلامها والآن فان معظمهم اصبحوا يدينون بالاسلام، ثم انها فقدت الكثير من اصدقائها بسبب الاسلام، والآن حظيت بمحبة كثير من الناس "كل هؤلاء الاصدقاء أتوا من المجهول.. بدأت نعم الله تتوالى علي نعمة بعد اخرى الى حد ان كل الناس الذين كنت اقابلهم في حلي وترحالي تأثروا بجمالية الاسلام وتقبلوا الحق ." لقد اصبح الكثير من الناس يرجعون اليها لأخذ النصيحة والمشورة وليس ذلك مقصورا على المسلمين فقط.
لقد فقدت وظيفتها بسبب ارتدائها الحجاب والآن تبوأت منصب رئيسة الاتحاد الدولي للمرأة المسلمة. وصارت تلقي المحاضرات على نطاق واسع وزاد الاقبال على محاضراتها. يرجع الفضل الى مؤسستها التي نجحت في كسب التأييد في اصدار طابع العيد والذي صادق على اصداره مصلحة الخدمات البريدية في الولايات المتحدة الامريكية، بعد جهود مضنية استمرت لعديد من السنوات، وفي الوقت الحاضر تسعى امينة السلمي لجعل يوم العيد عطلة رسمية على المستوى الوطني.
ان ثقتها الكبيرة بمحبة الله ورحمته رسخ في جوانحهها الايمان والتصديق والرضى بقضائه، لقد تم تشخيصها طبيا قبل عدة سنوات ودلت التقارير على اصابتها بالسرطان وفي المراحل المتأخرة وتنبأ لها الاطباء بالعيش لمدة سنة واحدة فقط ولم يزعزع ذلك من ايمانها بالله " الموت محتم علينا جميعا، لقد كنت واثقة بأن الالم الذي كنت اعاني منه يحمل في طياته نعما كثيرة " وأقوى مثال على مدى محبة الانسان لربه سبحانه وتعالى هو ما ذكرته في قصتها عن صديق لها اسمه كريم الميساوي والذي مات بمرض السرطان وعمره لا يتجاوز العشرون عاما: "قبل موته بقليل كان يحمد الله ويثني عليه ويصف لي مدى رحمة الله عز وجل، لقد كان يشكو من الآلام التي لا تطاق ومع ذلك كان وجهه مشرقا بمحبة الله. لقد قال يوما:" لقد شاء الله ان يدخلني الجنة وصحيفة اعمالي بيضاء ناصعة" لقد كان موته عبرة وعظة لي. لقد تعلمت منه ان اؤمن بحب الله وبرحمته."
ان الفضل والثناء لله وحده، انها تعيش لغاية هذه اللحظة بصحة وعافية، مقتنعة بأن اصابتها بالسرطان هو من اعظم نعم الله التي اسبغها عليها. ان قصة هذه المرأة تتضمن الكثير من الدروس والعبر والقيم الاصيلة، فلقد ضربت اروع الامثلة في الصبر والثبات على الحق وقدمت التضحيات الكبيرة في سبيل الاسلام ولم تخش في الله لومة لائم، فاستحقت بذلك محبة الله تعالى ووضع لها القبول في الارض وأبدلها من بعد خوفها امنا، وتحقق بذلك وعد الله لها: "ما اصدق وعد الله، فلقد ابتلاني وامتحنني وكان العطاء اكثر بكثير مما كنت اتوق اليه ." | |
|