كشفت أزمة " الأذان الموحد " وهو المشروع الذي سعيت الحكومة جاهدة لتنفيذه ، وشمله الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف برعايته، عن حالة من التسليم والرضا بالأمر الواقع، لدي علماء الأزهر ، في مواجهة مشروع حكومي غير شرعي ..
فأعضاء مجمع البحوث الإسلامية ، والذين أبدى اغلبهم اعتراضه الشديد على مشروع الأذان الموحد، عادوا ليقولوا أنهم سيتركون ذلك للتجربة ، لتثبت نجاح المشروع من فشله .
ورغم أن اعتراض الرموز الدينية ، لم يكن حول مدى النجاح من عدمه ، وإنما جاء اعتراضهم لمخالفة مشروع الأذان الموحد لشعيرة من شعائر الله ،
نعم قالوا بأن تطبيقه غير جائز شرعاً ، ويخالف شعيرة من شعائر الله ..
فوجئنا بالدكتور احمد عمر هاشم عضو مجمع البحوث الإسلامية ، ورئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب ، والدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث ،يقولون بأنهم سيتركون المشروع للتجربة..
بهذه البساطة تراجع العالمان الكبيران ، عن رأيهما في عدم جواز مثل هذا المشروع، لم يدافعوا عن شعائر الله ، كما يجب الدفاع عنها ، تركوا شعائر الله " للتجربة ".
الغريب في الأمر، هو التراجع السريع في أمر من أمور الدين، ونسي العالمان الجليلان قولة تعالي " ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًٌ﴾ ".
ما حدث أمر ينذر بكارثة حقيقية ، فهو يؤسس يوماً بعد يوم لأن يكون كل هو معلوم من الدين بالضرورة ، أمر متروك للتجربة ولتقدير الناس.
فهل يكشف شيوخنا الأفاضل، عن سر التحول السريع والمتناقض مع رأى قالوه استنادا لقواعد شرعية لا يمكن أن يعتريها تغيير ، إلى يوم الدين .فقد أصبحنا لا نعلم من الذي خالف شعائر الله ، هل هم أصحاب مشروع الأذان ، أم من تراجعوا عن رأيهم ؟ .